ناقش مجلس البحث العلمي، اليوم الخميس، عددا من الموضوعات الخاصة بتجويد المخرجات البحثية، وخطة عمل المجلس للفترة المقبلة.
جاء ذلك خلال اجتماعه الأول بتشكيلته الجديدة، والتي عقدت في مقر وزارة التربية والتعليم العالي، برئاسة الوزير أمجد برهم.
وفي هذا السياق، أكد برهم حرص الوزارة على الارتقاء بمُخرجات البحث العلمي الفلسطيني، مُشدداً على الدور الكبير الذي يلعبه البحث العلمي في نهضة وتطوّر الدِّول والأُمم، لافتا إلى عمل الوزارة على تعزيز الابتكار والإبداع في البحث، والتركيز على الأبحاث التطبيقية التنموية التي تتقاطع مع الخدمات والتطوير في المُجتمع الفلسطيني، مُشيرا كذلك إلى العمل على توجّهات عملية للارتقاء بالبحث العلمي؛ تحتاج إلى جُهدٍ كبيرٍ ودعمٍ مالي.
وأشار إلى التحدّيات التي تُواجه البحث العلمي في فلسطين، مؤكدا ضرورة العمل بروح الفريق الواحد لتجاوز هذه العقبات والتحديات، مُتطرقا إلى الأولويات البحثيَّة الوَطنية التي أعدتها الوزارة بالتعاون مع الشركاء والمختصين، وضرورة التشبيك بين الباحثين والمؤسسات من خلال الشبكة البحثية، والعمل على بناء شَراكاتٍ بحثيَّةٍ محلية ودولية، للارتقاء بمُستوى البحث العلمي وضمان فاعليته في التنمية المستدامة.
ولفت الوزير إلى العمل على زيادة نسب الالتحاق بقطاع التعليم المهني والتقني، نظرا لدور هذا القطاع وإسهامه في معالجة مشكلة البطالة، مُشيرا إلى العمل على إدخال التكنولوجيا في التخصصات والبرامج الدراسية، وتعزيز برامج التعليم الثنائي لتأصيل الشراكات بين الجامعات والمجتمع المحلي، وتعزيز الذكاء الاصطناعي في منظومة التعليم العالي والبحث العلمي.
وتطرق إلى جهود الوزارة على صعيد إغاثة التعليم في غزة، مؤكدا بذل الوزارة كل جهد ممكن والتواصل مع الدول والمؤسسات المانحة لتوفير الدعم لضمان عودة المسيرة التعليمية في غزة إلى سابق عهدها؛ بالرغم من عدوان الاحتلال وحرب الإبادة المتواصلة.
من ناحيته، أشار وكيل التعليم العالي بصري صالح إلى جهود الوزارة للرقي بالبحث العلمي، خاصةً التركيز على دعم الأبحاث التطبيقية والموجَّهة، وتنظيم المسار البحثي عَبرَ تعزيز التنسيق مع الجامعات.
من جانبه، قدَّم مدير عام التطوير والبحث العلمي في الوزارة أمين نواهضه عرضا مُوسَّعا يشرح واقع البحث العلمي في فلسطين، مُشيرا إلى ترتيب الجامعات الفلسطينية في التصنيفات البحثية الدولية، ومُستعرضا الخطة الاستراتيجية للوزارة على صعيد البحث العلمي، والتي تنسجم مع الأهداف الوطنية للتنمية المستدامة.
وخرج الاجتماع بمجموعة من الخطوات العملية والتوصيات أبرزها: التركيز على أولويات البحث العلمي في مجال إعادة إعمار قطاع غزة، والطاقة، والبيئة، وإبراز الهوية الوطنية، وتشجيع البحث العلمي التطبيقي، وتعزيز مُشاركة فلسطين في التصنيفات العربية والعالمية، وزيادة الأبحاث بمجال الذكاء الاصطناعي، وضرورة التقدم للمنح الخارجية والاستفادة من الدعم الدولي، واستقطاب باحثين من الشتات، والعمل على تعزيز واستدامة النمو السريع للنشاطات البحثية كَمًّا ونوعًا.
ومن الخطوات أيضا تعميم الأولويات البحثية الوطنية والتنسيق مع الجامعات لاعتمادها كمرجع بخصوص الأبحاث العلمية، وتشكيل مجموعات بحثية مُشتركة من كل الجامعات الفلسطينية، والإعلان عن مشروعات تمويلية لأبحاث مُشتركة، وتفعيل صندوق البحث العلمي لتمويل المشروعات البحثية.