تدين جمعية "سيكوي-أفق" بشدة تصاعد الملاحقة السياسية الممنهجة ضد المواطنين العرب، والتي تجلت مؤخراً في اعتقال القيادي في حركة أبناء البلد وعضو لجنة المتابعة، رجا اغبارية، الذي تعرض للتعذيب والتنكيل خلال الاعتقال. وقد ألغيت محاكمته التي كانت مقررة اليوم للنظر في المصادقة على أمر اعتقاله الإداري وطلب القاضي من الدولة إعادة النظر في موقفها، بعد تقديم محاميه لعدة تقارير تشير إلى تعرضه لسوء معاملة في السجن.
منذ بداية الحرب، يخضع المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل لمنظومة شاملة من القوانين والسياسات والممارسات التي تخلق واقعًا من الملاحقة المستمرّة وكمّ الأفواه، وتحد بشكل كبير من حريّة التعبير والاحتجاج.
وهذه السياسة الممنهجة لا تقتصر فقط على العلاقة بين المواطنين والدولة، بل تؤثر بشكل مباشر أيضًا على العلاقات اليومية بين المواطنين العرب واليهود وعلى المساحات المشتركة، كالحيز العام وأماكن العمل والجامعات ووسائل الإعلام، التي يتم فيها - في الكثير من الأحيان - تصنيف المواطنين العرب مشتبهين لمجرد هويتهم، كما ويُتوقع منهم التماهي مع مواقف الأغلبية اليهودية وتجنب التعبير عن التضامن مع الفلسطينيين في غزة أو عن مواقف مناهضة للحرب المستمرّة.
من خلال عمل سيكوي-أفق في مجالات التعليم والصحة والثقافة والإعلام، اطلعت على شهادات عديدة لمعلمين وطلاب ومحاضرين وأطباء عرب تم اعتقالهم أو اتخاذ إجراءات تأديبية ضدهم بسبب تعبيرهم عن مواقف سياسية وإنسانية أو تضامنهم مع معاناة أبناء شعبهم في غزة. اعتقال رجا اغبارية جاء ليكمل سلسلة من الملاحقات السياسيّة بدأت مع بداية الحرب، ففي الشهر الأول من الحرب حتى 23 نوفمبر 2023 تم تنفيذ 219 اعتقالاً و109 فصل من العمل و48 لائحة اتهام و26 اعتداء على صحفيين و105 حادثة مضايقة في الجامعات.
وعليه تطالب جمعية سيكوي-أفق بالوقف الفوري لسياسة الاعتقالات الإدارية المستخدمة للملاحقة السياسية والإفراج عن رجا اغبارية وجميع المعتقلين السياسيين، مؤكدةً أن النضال من أجل الحرية والكرامة وحقوق الإنسان هو نضال مشروع وإنساني، والمساس به هو مساس ليس فقط بالمجتمع الفلسطينيّ في إسرائيل، بل ايضًا بمبدأ المساواة وبالأسس الديمقراطية، وله تداعياته على كل المواطنين في الدولة.