📁آخر الأخبار

تقدير فلسطيني عميق ودعوة لتكثيف الدعم النقابي.. نقابات عمالية برازيلية ترفض التواطؤ وتطالب بحظر نفطي على إسرائيل


غزة، فلسطين – في تطور يبعث الأمل والتصميم وسط العدوان المستمر على فلسطين، أعرب الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين عن تقديره البالغ للموقف "المبدئي والشجاع" الذي اتخذته كبري نقابات عمال النفط والمجتمع المدني في البرازيل، بالمطالبة بفرض حظر فوري على الطاقة لإسرائيل، ويأتي هذا الدعم الملحوظ في ظل الظروف القاسية التي تشهدها فلسطين، مع دخول العدوان يومه الستمائة، وقد وصلت رسالة تضمان بذلك.

وتعد المبادرة البرازيلية موقفا حاسما ورفضا للتواطؤ مع الجرائم حيث تمثل دعوة الاتحاد الوطني لعمال النفط (FNP) والاتحاد الموحد لعمال النفط (FUP) للرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لفرض حظر شامل على الطاقة ضد إسرائيل، خطوةً حاسمةً تؤكد على المسؤولية الأخلاقية، فقد أبرزت النقابتان في رسالة موجهة إلى الرئيس وعدد من الوزراء الرئيسيين، الدور الخطير للنفط الخام البرازيلي في تأجيج العمليات العسكرية الإسرائيلية، داعيتين البرازيل إلى مواءمة أفعالها مع القانون الدولي من خلال وقف فوري لجميع صادرات النفط إلى إسرائيل وتعليق المشاريع مع شركات الطاقة الإسرائيلية.

وتؤكد التقارير أن البرازيل قامت بتصدير أكثر من 2.7 مليون برميل من النفط الخام إلى إسرائيل في عام 2024 وحده، متجاهلةً بذلك الدعوات الدولية للمساءلة. وقد كشفت دراسة أجرتها منظمة "أويل تشينج إنترناشيونال" أن البرازيل وفرت 9% من إجمالي النفط الخام لإسرائيل خلال فترة تصاعد العنف الأخير، مما يربط هذه الإمدادات بشكل مباشر بالمركبات العسكرية والطائرات المقاتلة والجرافات المستخدمة في الاحتلال غير القانوني وتدمير الأراضي الفلسطينية.

تتماشى دعوة النقابات مع موجة متزايدة من المطالبات من قطاعات واسعة من المجتمع المدني البرازيلي، بما في ذلك فنانون وأكاديميون وبرلمانيون وحركات اجتماعيةـ وقد أيدت هذه المجموعات بشكل جماعي رسالة مفتوحة تحث الرئيس لولا على اتخاذ إجراءات حاسمة، بما في ذلك فرض حظر شامل على صادرات النفط وإنهاء اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.

وقد أوضح المجتمع المدني البرازيلي موقفه "بشكل قاطع، فهو يرفض أن يظل شريكًا في الجرائم ضد الإنسانية"، ويُعتبر هذا التحرك ليس مجرد مطلب لتغيير السياسات، بل هو إعلان مدوٍ بأن على البرازيل أن تقف "على الجانب الصحيح من التاريخ"، مؤكدةً التزامها بعالم تسود فيه العدالة على الإفلات من العقاب.

وفي رده على الموقف أعرب د. سلامة أبو زعيتر، عضو الأمانة العامة في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، عن "الشكر العميق والامتنان اللامحدود" لهذا الموقف البرازيلي، وشدد أبو زعيتر على أن "كلماتكم الصادقة قد لمست قلوبنا وعززت قناعتنا بأهمية التضامن الإنساني العابر للحدود."

وأضاف د. أبو زعيتر: "نحن في فلسطين، وخاصة الطبقة العاملة الصامدة والشعب الفلسطيني، نُقدّر عاليًا هذا الصوت الأخلاقي الشجاع الذي ينطق بالحق من قلب البرازيل... إن رفضكم القاطع للتواطؤ مع الظلم هو شهادة على سمو ضميركم الإنساني، وتجسيد للمبادئ التي توحد الشعوب الحرة في جميع أنحاء العالم."

وأكد أبو زعيتر أن هذا الدعم "يُعزّز صمودنا ويُؤكد أننا لسنا وحدنا في نضالنا من أجل الحرية والكرامة والعدالة،" معتبرًا أن هذه الحركة تمثل "دعمًا لا يُقدر بثمن لنضالنا المشروع لإنهاء الاحتلال ونيل حقوقنا الوطنية غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس."
واخيرا، دعا الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين إلى مزيد من العمل والتضامن: "وإلى جانب المطالبة بتغيير السياسات، فإننا نحثكم على تكثيف الضغط وحشد الموارد لمساعدة حركتنا النقابية العمالية وجميع العاملين هنا في فلسطين على تخطي هذه الظروف القاسية، ووقف حرب الابادة ." مختتمًا بالقول: "معًا، نستطيع بناء عالم أكثر عدلًا وإنصافًا، عالم لا يتردد فيه أحد في الوقوف في وجه الظلم، وينتصر فيه صوت الحق على أصوات القمع."




تعليقات