تقرير: الإعلامي أبو شريف رباح
في خطوة لافتة تؤكد عمق العلاقات الفلسطينية اللبنانية، قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة رسمية إلى الجمهورية اللبنانية وصفت بأنها تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى فقد أصبح الرئيس محمود عباس، أول رئيس عربي يزور لبنان مهنئًا الرئيس اللبناني جوزف عون بمناسبة إنتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية.
جاءت الزيارة في سياق تأكيد الطرفين على أهمية تنسيق المواقف السياسية وتعزيز التعاون الثنائي وتثبيت الروابط الأخوية المتجذرة بين الشعبين الشقيقين، وقد شملت الزيارة سلسلة لقاءات رسمية، جمعت الرئيس عباس بالرئيس جوزف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، حيث طغت على المحادثات أجواء من التفاهم والتضامن في مواجهة التحديات المشتركة وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على لبنان وفلسطين.
أجندة الزيارة: رسائل دعم ومواقف موحدة
ركزت الاجتماعات الرسمية على عدة محاور رئيسية، أبرزها:
القضية الفلسطينية:
جرى التأكيد على التضامن اللبناني الثابت مع نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ومخططات التهجير القسري، وسياسات الإبادة الجماعية كما شدد الجانبان على ضرورة تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته في وقف الجرائم الإسرائيلية، وملاحقة مجرمي الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية.
العلاقات الثنائية:
تناولت المباحثات سبل تطوير العلاقات بين الدولتين، مع التركيز على تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان بما يحفظ سيادة الدولة اللبنانية وكرامة اللاجئين الفلسطينيين.
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان:
تم بحث أوضاع اللاجئين في المخيمات والتجمعات، خصوصًا في ظل تراجع خدمات "الأونروا"، وما لذلك من تداعيات على الجوانب التربوية والصحية والمعيشية. وتم التشديد على أهمية تحسين أوضاعهم، ورفع القيود عن بعض المهن، في إطار احترام القانون اللبناني وكرامة اللاجئ.
الحياد الفلسطيني:
أعاد الرئيس عباس التأكيد على التزام الفلسطينيين بالحياد الإيجابي في لبنان، وأنهم ضيوف على هذا البلد العزيز حتى عودتهم إلى وطنهم، ولا يتدخلون في شؤونه الداخلية، حرصًا على أمنه واستقراره.
الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان:
أدان الجانبان الاعتداءات المتكررة على الأراضي اللبنانية، خصوصًا الجنوبية، وطالبا بضرورة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة.
رسالة في وجه الحملات المأجورة:
ولأن الحدث بحجمه ومضمونه لا يمر دون ضجيج، كان لا بد لبعض الأقلام الرخيصة والمواقع المأجورة أن تخرج من جحورها محاولةً تشويه هذه الزيارة، التي أجمعت الأوساط السياسية والإعلامية - الصديقة والخصمة - على وصفها بالتاريخية. تلك الجهات، التي تتلقى أوامرها من الخارج، سعت لإثارة البلبلة ووضع العوائق أمام قطار العلاقات الأخوية بين القيادتين والشعبين الفلسطيني واللبناني. لكنها، في واقع الأمر، لا تمثل إلا نفسها، ولا تعبّر عن هموم اللاجئ الفلسطيني الذي يعيش ظروفًا قاسية في المخيمات، ويبحث عن حياة كريمة حتى يحين موعد العودة إلى وطنه.
وجاءت هذه الزيارة لتؤكد مجددًا حرص القيادة الفلسطينية على تعزيز علاقاتها مع لبنان، في إطار وحدة الموقف العربي، ومواجهة السياسات العدوانية الإسرائيلية بحق شعوب المنطقة. كما أنها عكست التزامًا فلسطينيًا أصيلًا تجاه القضية المركزية، وتعزيزًا لصمود اللاجئين في وجه الحملات التضليلية، سواء من الاحتلال أو من أدواته الإعلامية.