📁آخر الأخبار

بيع الوهم.. عبدالله نمر أبو الكاس


إن أساليب بيع الوهم والتسويف والمراوغة ،، واتباع ازدواجية المواقف والمعايير هي إحدى السياسات الحقيرة التي كانت ولازالت متبعة ومعمول بها من قبل الإدارات الأمريكية وتمارسها كيفما تشاء،، ومتى تشاء على العرب وقادتهم وبعض الدول التي لا تدور في الفلك الأمريكي ،، فعلى صعيد قضيتنا الفلسطينية ومنذ زمن بعيد كم سمعنا من هذه الإدارات المتعاقبة وعود ووعود لحل الصراع الإسرائيلي العربي وخاصة الفلسطيني ،، وكم سمعنا أن رؤيتهم لحل الصراع تقوم على أساس حل الدولتين،، دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 ،، ووقف الاستيطان وهو ما قاله مؤخراً وأعلنه الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن ،، وهو الذي مارس الكذب والخداع كثيراً قبل وخلال فترته الرئاسية ،، وللأسف علقنا أمل كبير على إدارته المنتهية ،، وكم أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية بإداراتها السابقة والحالية انحيازها الواضح لكيان الاحتلال وأعلنت مواقفها الداعمة له ولحربه على غزة بعد السابع من أكتوبر 2023 ،، وامدته بالعتاد الحربي والعسكري ليواصل قصفه وقتل وذبح المدنيين ،، وكم من مرة استخدمت حق النقض الفيتو ضد القرارات الأممية وأفشلت المشاريع الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ولصالحها ..

اليوم يعود الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ليتبع نفس السياسة ويستكمل ما بدأه أسلافه كبايدن ومن سبقوه ،، وبدأ بمزاد بيع الوهم من جديد للعرب قبل وخلال زيارته الأخيرة للمنطقة لدول الخليج العربي ،، منها السعودية وقطر والإمارات ،، والجميع أيضاً علق آمال عريضة عليه لإيقاف الحرب على غزة ،، وما لبث إلا أن خذل الكثيرين من تلك الدول ،، ولم يمارس الضغط المطلوب على حكومة نتنياهو لإيقاف العدوان على غزة ،، بل قام بجمع تريليونات الدولارات والهدايا وغيرها وفوقها الرهينة عيدان ألكسندر ومن ثم غادر ،، وقام بفضح أحد قادة الدول الثلاثة التي زارها بأن توسل إليه ليدخل الطعام لاهل غزة لأنهم يتضورون جوعاً ،، وكأن الحق في الحياة والمأكل والمشرب لأي شعب هو رهينة لإنسان أخر في ضرب واضح وفاضح للقيم ومبادئ الأخلاق التي يتغنى بها الغرب ودول العالم المنافق ،، وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والمواثيق ويعد جريمة حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي ،، فلا فرق بين الموت بالقنابل والصواريخ والبراميل المتفجرة الإسرائيلية أمريكية الصنع التي تسقط على رؤوس الأطفال المدنيين والأبرياء العزل ،، والموت جوعاً بقطع المساعدات وإغلاق المعابر ..

فهل أصبحنا سُذج لهذا الحد لكي ننتظر طويلاً ،، ونتأمل ونعول كثيراً على وعود ترامب الكاذبة في إنهاء الحرب على غزة ووقف شلال الدم والمجازر المستمرة ؟؟وماذا عن قطر التي تحاول أن تستفرد بالوساطة لوحدها ،، باحثة لها عن دور أكبر في المنطقة مستغلة إقامة قادة حماS في قطر ؟؟ وماذا تمتلك أصلاً حماS من أوراق قوة تستطيع من خلالها إرغام الإحتلال لإبرام صفقة تبادل بشروطها ،، أم ستجرب رهانات أخرى فاشلة كالتي راهنت عليها سابقاً ؟؟ وما هو رأي قادة حماS وهم يشاهدون طائرات النقل والشحن الأمريكية وهي تقلع من قواعدها بقطر محملة بالأسلحة والذخائر متجهة بها نحو الإحتلال ليفتك بشعب غزة ؟؟ وهل سترضخ حماS للتهديد بزيادة ما يُسمى الضغط العسكري الإسرائيلي على أطفال غزة ،، وترحم أبناء شعبها وتبرم صفقة حسب خطة ويتكوف التي يتمسك بها الاحتلال؟؟ ولماذا لا تستغل حماS علاقتها بالرئيس التركي أردوغان بحكم صداقته مع الرئيس الأمريكي ترامب ليضاعف الضغط على نتنياهو لوقف الحرب على غزة وإبرام صفقة تبادل ؟؟ وهل ستراهن حماS من جديد على المواقف الأوروبية الأخيرة وتتمسك بمطالبتها بصفقة شاملة ؟؟

أيام وربما ساعات قادمة حاسمة سنكون خلالها على مفترق طرق مفصلي،، خاصة في ظل التحولات الجديدة بالمواقف الأوروبية،، وشبه التغيير في اللهجة الأمريكية تجاه كيان الاحتلال وحكومتهم المتطرفة ،، فأمام هذه التحولات هل سيُذعن لها نتنياهو وحكومته ونكون أمام صفقة تبادل أسرى وهدنة قريبة ؟؟ أم سندخل في متاهة جديدة لا نعلم كيفية الخروج منها ..


شمال غزة – فلسطين

تعليقات