مسؤولة بالموساد: اغتيال المُرشِد انتحارٌ سياسيٌّ وجبهتنا الداخليّة لن تتحمّل الحرب الشاملة
أكّد مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، اليوم الاثنين، أنّ تسريب وثائق وزارة الدفاع الأمريكيّة (بنتاغون) حول خطط إسرائيل لضرب إيران، تؤكِّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ التخوّف الأمريكيّ من الضربة الإسرائيليّة المُرتقبة للجمهوريّة الإسلاميّة التي ستكون قاسيةً، على حدّ تعبيرها.
وبحسب الجنرال يارون بوسكيلا، المدير العام لحركة (الأمنيين)، الذي تحدّث لإذاعة (103 إف.إم) العبريّة فإنّه بعد استهداف منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوّل من أمس السبت بمسيّرةٍ من حزب الله، الذي يعمل بأوامر إيرانيّةٍ، فإنّ استهداف المرشد العام للثورة الإسلاميّة، السيّد علي خامنئي، بات شرعيًا، طبقًا لأقواله.
ولفت إلى أنّ المرشد الإيرانيّ بات هدفًا شرعيًا لاغتال، لأنّه هو المسؤول الأوّل والأخير عن تفعيل (حزب الله) الإرهابيّ، وسيكون لإسرائيل الشرعيّة الدوليّة لهذه العملية، لافتًا إلى أنّ قيام إيران إران بالاعتداء على السيادة الإسرائيليّة جعل من خامنئي هدفًا مشروعًا ومتفقًا عليه، ليس في إسرائيل فقط، ب في المجتمع الدوليّ، وفق مزاعمه، واختتم قائلاً إنّ ضرب منزل نتنياهو منح إسرائيل فرةً عليها استغلالها، وهي اغتيال القادة الإيرانيين، كما قال.
أمّا رئيسة شعبة الأبحاث السابقة في جهاز (الموساد)، سيما شاين، فأكّدت أنّ اغتيال خامنئي من قبل إسرائيل سيكون بمثابة انتحارٍ سياسيٍّ، لافتةً إلى أنّ الأحاديث عن هذا الأمر ليس مسؤولةً، ومُضفةً أنّ إيران تخشى من إعادة انتخاب ترامب، لذا لن تُقدِم على أيّ شيءٍ من شأنه أنْ يُساعده على العودة للبيت الأبيض.
وحذّرت شاين من أنّ إسرائيل الصغيرة جغرافيًا وسكانيًا مقارنة بإيران، لا يُمكنها أنْ تتحمّل تبعات الحرب مع الجمهوريّة الإسلاميّة لأنّ عمقها أوهن من ذلك، ولذا ادعاء البعض بأنّ إسرائيل وجدت مناسبة لحربٍ مع إيران، هي أقوال غيرُ جديّةٍ وليست مسؤولةً، كما قالت لصحيفة (هآرتس) العبريّة.
من ناحيتها، أوضحت صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّه يوجد ثلاثة أنوع من الأهداف داخل إيران يمكن قصفها، وذلك بعد هجمات طهران الصاروخية غير المسبوقة مطلع الشهر الجاري، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن عارض نوعين منها.
وقالت تقلاً عن مصادرها: “بمجرد أنْ ينقشع الغبار عن مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار، سيتحول الاهتمام الدوليّ إلى الجبهة الإيرانيّة”، مشيرةً إلى أنّ “الكيان يهدد بالرد قريبًا على إطلاق إيران 181 صاروخًا باليستيًا في الأول من أكتوبر، والذي كان في حدّ ذاته ردًا على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية وزعيم حزب الله حسن نصر الله”.
وتابعت أنّ إسرائيل تدرس خيار الضربة التي من شأنها أنْ تؤدي إلى التصعيد وزيادة التوتر بين إسرائيل وإيران، وربما تؤدي إلى ضرباتٍ قد تشمل برنامج إيران النووي، وهذا من شأنه أنْ يدفع طهران إلى محاولة استكمال مشروعها النوويّ.
وتابعت: “تحاول واشنطن كبح جماح الرد الإسرائيليّ، بينما تبحث عن قنواتٍ للحوار مع إيران بهدف وقف تقدمها نحو الحصول على السلاح النوويّ”.
وأكّدت الصحيفة أنّ كلّ هذا يحدث على خلفية تاريخيْن حاسميْن: الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر، وتنصيب الرئيس الجديد كاملا هاريس أو دونالد ترامب في العشرين من يناير 2025.
ثلاثة أنواع
وأردفت، نقلاً عن ذات المصادر، إنّ لدى إسرائيل ثلاثة أنواع من الأهداف، أهداف عسكرية أوْ منشآت نفطية أو مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني أوْ مزيج من عدة أنواع، وقد عارض الرئيس الأمريكي جو بايدن علنًا الهدفيْن الأخيريْن.
وبحسب تقدير الصحيفة، فإنّ “إيران ليست مهتمة بحربٍ مباشرةٍ مع إسرائيل في الوقت الحالي”، مشيرة إلى أنّه في هذا الخضم يرصد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الفرصة في وضع كهذا.
وبيّنت أنّ “الفرصة التي رصدها نتنياهو تتمثل بمواصلة الحرب على غزة ولبنان، من خلال توجيه ضرباتٍ ضدّ إيران كقائدة المحور المناهض لإسرائيل وكدولة عتبة نووية”.
خشية متزايدة لدى واشنطن، من أنّ نتنياهو “سيكون سعيدًا” باستدراجهم إلى تصعيدٍ مع إيران، ينتهي بهجومٍ أمريكيٍّ أوْ مشتركٍ ضدّ المنشآت النوويّة الإيرانيّة.
ووفق الصحيفة، فإنّ قوة المساومة لدى نتنياهو الآن أفضل ممّا كانت عليه قبل أكثر من عقدٍ لأنّ الحرب لا تزال دائرة والمنطقة عاصفة بشكل يسمح لإسرائيل بتبرير تشديد خطواتها العسكرية ضد إيران، وأنّ قدرة الإدارة الأمريكية على المناورة محدودة.
وتابعت: “الآن، قلقون في واشنطن من أنّه لن يكون هناك أحد ليوقف نتنياهو”، وذكرت أنّ قسمًا من مستشاري نتنياهو “يعتقدون أنّه نشأت فرصةً ذهبيّةً من أجل نقل الضغط العسكريّ إلى إيران”.
واختتمت الصحيفة: “على نتنياهو اتخاذ قرارٍ بسرعةٍ لأنّه بحسب تحليلات نشرت في السنوات الماضية في وسائل إعلامٍ أجنبيّةٍ، توجد صعوبة في مهاجمة إيران في فصل الشتاء بسبب تأثير الأحوال الجويّة على ظروف الرؤية”.