كتب/ عماد توفيق عفانة
مدير مركز دراسات اللاجئين
لا يبدو انه يحدث شيء في هذا الكون بشكل عفوي.
وهذا ينطبق أيضا على قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين تدخل نكبة لجوئهم عتبة ال 75 عاماً.
والذين تضاعف عددهم من اقل من مليون لاجئ ونازح، الى أكثر من 14 مليون.
أكثر من 14 مليون لاجئ ونازح موزعين على مخيمات وتجمعات لاجئين داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، وخارج الأرض الفلسطينية المحتلة، في دول الطوق، وفي كثير من الدول التي باتوا يشكلون فيها جاليات ثقيلة وازنة تملك من أسباب القوة، لكنها ما زالت غير مؤثرة بالاتجاه السياسي بالشكل المأمول.
ربما لأنها لم تبدأ في تنظيم قوتها وتوظيفها باتجاه التأثير في سياسة البلدان التي تتواجد فيها لصالح دعم القضية الفلسطينية.
تجمعات ومخيمات اللاجئين التي تضاعفت اعداداها، كان لابد للأيدي الخفية التي ترعى تأبيد نكبة لجوئهم، أن تتدخل كي لا تنفجر هذه التجمعات وتصبح للعنة الديموغرافيا قوة قد تتحول الى سلاح في وجه المحتل.
فرعت هذه الايدي الخفية عمليات تهجير من تجمعات ومخيمات اللاجئين، باستخدام أساليب واشكال مختلفة، سواء بشكل فج وفاقع كما يحدث في مخيمات لبنان وسوريا.
او كانت بشكل سلس وغير فاقع لكنه متواصل، ويشكل استنزافاً للخزان البشري في هذه المخيمات، وافراغا ً لها من كوادر وطاقات بشرية، كما يحدث في مختلف تجمعات ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين حول العالم.
الا انه هناك من يرى بعض الايجابيات او قل فتافيت من السكر على حواف ألم اللجوء الجديد للاجئين من مخيمات وتجمعات اللاجئين.
ومن هذه الإيجابيات:
انها منحت اللاجئين كأفراد او جماعات القدرة على بدء حياة جديدة في ظروف أفضل.
أنها شكلت نواة لمجتمعات فلسطينية جديدة ذات قدرات وكفاءات نوعية قادرة على تطوير دورها في تشكيل قنوات لدعم مجتمعاتهم الأصلية في مخيمات اللجوء.
سواء بأشكال الدعم المادي المباشر، أو الدعم السياسي المتمثل في الضغط على حكومات البلدان المضيفة لتغيير سياساتها بشأن اللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم.
الخلاصة:
المجتمعات الفلسطينية التي استبدلت نكبة اللجوء بألم الهجرة، ما زالت تنتظر قيادة فلسطينية جادة صاحبة خطة ورؤية واضحة، لتوظيف قدرات هذه المجتمعات الكامنة، ولتحويل محنة هجرتهم الى فرصة، لناحية التأثير إيجابا في مستقبل قضية اللاجئين الفلسطينيين برمتها.
وربما بات على هذه المجتمعات الفلسطينية الفتية الواعدة، اكتشاف مكامن قوتها، والعمل على مغادرة مربع الانتظار، والمبادرة لتشكيل قيادة فلسطينية بالمواصفات التي يتمناها ويأملها كل فلسطيني حر، لجهة القدرة على تحقيق التحرير والعودة.